عندما تبدأ أسنان الأطفال في الظهور، فإنها تسبب ألاماً مبرحة لا يتحملها هؤلاء الصغار، كما أنها تسبب صداعاً بالنسبة للآباء، الذين سرعان ما يحاولون العثور على عقاقير لتسكين تلك الآلام، ولتقوية اللثة عند صغارهم. إلا أن تقريراً حديثاً عن "إدارة الغذاء والدواء الأميركية" (اف دي ايه)، حذر من مخاطر تلك العقاقير، التي ربما تكون قاتلة للأطفال.
وقالت قناة "سي ان ان" التي نقلت التقرير ان كثيرا من الأدوية المسكنة للآلام، سواء كانت في شكل شراب أو معحون، تحتوي على مادة "بنزوكاين"، وهي مخدر موضعي. وقالت الإدارة الأميركية إن استخدام تلك المواد لوقف آلام الفم واللثة، قد تسبب مرضاً نادراً، ربما يكون فتاكاً، يسمى "ميثموغلوبينيميا".
وينجم عن هذا المرض اضطراب في نسبة الهيموغلوبين في الدم، ما يؤثر على أدائه لوظائفه الحيوية ويؤدي إلى انخفاض نسبة الأكسجين في أنسجة الجسم إلى مستويات خطيرة. ويمكن لبعض الحالات الشديدة أن تسبب الوفاة خاصةً للأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم العامين. وأطلقت الادارة تحذيراً سابقاً من تلك المنتجات في عام 2006، ومنذ ذلك الحين تم رصد نحو 29 حالة إصابة بمرض "ميثموغلوبينيميا" نجمت عن استخدام عقاقير تحتوي على مادة "بنزوكاين".
وقالت خبيرة الأدوية في الإداراة كيلي تايلور إن 19 من تلك الحالات كانت بين الأطفال، 15 منهم كانوا دون عمر السنتين. كما أطلقت الإدارة تحذيراً آخر عام 2011 الماضي، أشارت فيه إلى بعض الأعراض التي قد تنتاب الأطفال نتيجة استخدام تلك الأدوية ومنها شحوب الجسم وتحول الجلد إلى اللون الرمادي أو الأزرق بالإضافة إلى تلون الشفتين والأظافر باللون الأزرق فضلاً عن الشعور بضيق في التنفس والصداع وتسارع ضربات القلب.
وقالت الخبيرة الصيدلانية في الإدارة ماري غودس إن "الأعراض يمكن أن تحدث في غضون دقائق أو ساعات، بعد استخدام بنزوكاين"، وتابعت بقولها إنها "يمكن أن تحدث بعد استخدام الدواء لأول مرة، أو بعد استخدامه لعدة مرات". وتنصح غودس الآباء بطلب المساعدة فورا في حا ما ظهرت تلك الأعراض على أطفالهم بعد استخدام هذه المنتجات.