صحة الشعر مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالصحة العامة للمرء وبوضعه النفسي، إضافة إلى العوامل الخارجية. كثيرة هي المشاكل التي قد تصيب فروة الرأس والبصيلة والشعرة، من تلف الشعر إلى تساقطه. ويبقى أن لكل مسبب حلولا بديهية واخرى طبية وقائية. وتقول مجلة "لها" ان الشعر الصحي اللامع دليل صحّة وجمال، لذلك لا بد من الإهتمام به.
إن جفاف الشعر، قلة صحته حتى تساقطه وفقدان البُصيلات نهائياً، قد يكون تعبيراً عن نظام غذائيّ غير سليم أو ناقص. وقد تتسبّب الحميات الغذائية القاسية وغير المتوازنة بهذه الحالة. والتفسير هو أن الاكل يتحوّل في الجسم إلى جزيئات غير معقّدة مثل الغلوكوز الذي يحتفظ به الكبد لمدّة 5 ساعات لتأمين الطاقة ولتكاثر الخلايا، ومنها الشعر. وبعد تدنّي مخزون الطاقة، يحتفظ الجسم بما تبقّى للوظائف الأساسية مثل القلب والرئتين وسواها، ويقطعها عن الوظائف غير الأساسية مثل الشعر والجلد والأظافر. لذلك نلاحظ غياب نضارة الوجه عن وجوه السيدات اللواتي يعشن على الحميات الغذائية العشوائية ونفهم سبب الشعر المقصّف والباهت والذي يتساقط.
أسباب تعب الشعر وتساقطه:
إن أبرز الأسباب الكامنة خلفه هي فقر الدم ونقص الحديد، خاصة عند السيدات أثناء العادة الشهريّة أو فترة الحمل أو عند إستعمال وسائل منع الحمل. ذلك أنّ خسارة الحديد وعدم تعويضه عبر الغذاء أو الجرعات الإضافية من شأنهما أن يسبّبا ترقق حجم الشعر وضعفه وتساقطه. من جهة أخرى، قد تعاني السيدة من تساقط شعر الرأس وإزدياد شعر الوجه ويكون ذلك بسبب وجود أكياس صغيرة على المبيض.
كما قد لا يكون الموضوع هو تساقط الشعر بالتحديد، إنما شعر لا يطول بسهولة وأطرافه دائماً مقصّفة وتتكسّر ونوعيّته غير صحّيّة. ويكون المسبّب هو الغدّة الدرقيّة البطيئة التي لا تفرز ما يكفي للجسم ولجهاز الأيض من المادة الدرقيّة، أو العكس أي الإفراط في الإفرازات الدرقية فيصبح الشعر رقيقاً ويطول بسرعة لكنه يتساقط بسرعة أيضاً.
تؤثر بعض الأدوية في ترقّق الشعر وتساقطه، وأبرزها أدوية تسييل الدم وأدوية أمراض القلب والمهدئات والمضادات الحيويّة وأدوية إرتفاع الضغط. ويبقى أيضاً أنّه بعد سن الـ25، تبدأ كل شعرة ترقّ وتفقد من قطرها تدريجياً، ومع الإقتراب من مرحلة إنقطاع الطمث، يصبح الشعر جافاً وقليل اللمعان أيضاً.
أسباب خارجيّة لتساقط الشعر:
المعروف أنّ الشعرة تمرّ بثلاث مراحل أساسية ويتجدد الشعر بإستمرار من موسم إلى آخر وتغيّر المرأة شعرها بالكامل كلّ أربع سنوات. فمن الصحّي أن يتساقط عدد من الشعيرات يومياً، يختلف عددها من شخص إلى آخر ومن مرحلة إلى أخرى.
عناية:
لا بدّ من العناية الصحيحة بالشعر وتأمين كلّ العوامل التي تساعد في نموّه بشكل سليم وتحول دون تساقطه المرَضيّ. لذلك، يجب تحسين نوعيّة الغذاء وتناول جرعات إضافيّة مغذّية للشعر، وإجراء تدليك للرأس بزيوت مركّزة، وممارسة الرياضة كي تتحسّن الدورة الدمويّة وتغذّية بُصيلات الشعر، والحرص على ان تكون مياه الاستحمام غير كلسية. والأهمّ يبقى إختيار الشامبو المناسب لنوع الشعر وجلدة الرأس، إضافةً إلى إستخدام المطرّي والعبوات المغذية وحمامات الزيت على الشعر.
معالجة تساقط الشعر:
يجب تناول جرعات إضافية وأدوية توصف لمعالجة مشلة تلف الشعر وتساقطه. فإن كان التساقط ناتجا عن خلل هرموني، يجب تصحيح الخلل وإضافة مجموعة من الأدوية المغذية للشعر. وأمّا إذا لم تكن هناك مشكلة صحّيّة مسبّبة، يصبح الدواء ملغىً من العلاج ويجب حينها تحليل الدم والمعادن أو تحليل الشعرة الذي يطلعنا على النقص الموجود. وإذا كانت الحالة عابرةً، فالجرعات الإضافيّة من الفيتامينات الخاصة، وأبرزها البيوتين والمعادن، لمدّة يحددها الإختصاصيّ حسب العمر والتغذية ووضع التساقط عند الشخص، كافية لتحلّ المشكلة. من الممكن أن تشمل العلاجات الخارجيّة الكريمات والعبوات وحمّامات الزيت وسواها.
كما تنصّ علاجات حديثة معروفة بالـ"ميزو" على حقن فيتامينات خاصة بالشعر ومعادن ومواد تنمّي البُصيلات، بواسطة وخز بالإبر على الرأس، مع التركيز على المنطقة الأكثر تأثراً بالتساقط، وغالباً ما تكون المنطقة الوسطى الأماميّة. تكمن أهمّيّة هذا العلاج في كونه يوقف تساقط الشعر وينمّيه في آن واحد. ويعمل التدليك على تحريك الدورة الدموية على فروة الرأس من جهة وعلى إدخال المواد المعالجة مثل العبوات المغذية من جهة أخرى.
وقاية ونصائح:
تكون الوقاية عبر عدم تعريض الشعر للتلوين القوي والمتتالي، والتقنيات القاسية مثل التمليس أو التجعيد. كما يجب قصّ أطراف الشعر سنتمتراً واحداً كلّ ثلاثة أشهر، وعدم تعريض الشعر للمجفف الساخن مباشرةً، والإكتفاء خلال فترة العلاج بتجفيفه عن بُعد أو بالمنشفة فقط. كما من المحبّذ تدليك الشعر يومياً لمدّة خمس دقائق صباحاً ومساءً.